Omrania | CSBE Student Award for Architectural Design 2017 Tenth Cycle Jury Report AR

تفرير لجنة التحكيم

الدورة العاشرة  - 2017 من جائزة العمرانية ومركز دراسات البيئة المبنية الطلابية للتصميم المعماري

 

لقد مرت عشر سنوات منذ تأسيس جائزة العمرانية ومركز دراسات البيئة المبنية الطلابية للتصميم المعماري، أكملت خلالها الجائزة عشر دورات. وعليه فإننا نرى أن هذه لحظة مناسبة للغاية لتفحّص رحلة الجائزة على مدى العقد الماضي، وللتعرف على الإنجازات والتحديات التي واجهتها ودراستها
 

كما هو منشود، فقد جلبت الجائزة إنتباهاً لأعمال طلاب العمارة عبر العالم العربي، وأعطت الفرصة للطلاب ومشرفيهم وأقسام العمارة والجامعات ليطلعوا بشكل أفضل على أعمال بعضهم البعض وأيضاً على المناهج المختلفة التي يتّبعونها في التعامل مع العمارة وتعليمها. كما وفّرت لهم جميعاً منصة عامة يمكن من خلالها عرض أعمالهم وتبادل الأفكار بخصوصها. ونتيجة لذلك، هناك تقدير حقيقي في المنطقة للجائزة وللفائزين بها.
 

وبالرغم من هذه النتائج الإيجابية، فإن الجائزة قد لفتت الإنتباه أيضاً إلى التحديات العديدة التي تواجه تدريس العمارة في العالم العربي. فمن خلال تفحصنا لتقارير لجان التحكيم للدورات التي سبقت دورتنا، صُدمنا بمدى تأكيد هذه التقارير بشكل واضح وثابت ومستمر على سلسلة من نقاط الضعف التي تتصف بها المشاريع المتقدمة للجائزة. إن هذه التقارير السابقة للجان التحكيم انتقدت بإستمرار الجودة العامة لهذه المشاريع، وبالتالي، الجودة العامة للتعليم المعماري في العالم العربي.
 

وتظهر هذه الآراء بوضوح في الإقتباسات المختارة التالية التي أخذناها من تقارير لجان التحكيم التسع الماضية:
 

...إن الكثير من أعمال تصميم الطلاب التي تقدمها جامعاتنا اليوم تتسم بطابع شكلي إلى حد كبير، وتركز على التأثيرات والمحفزات التصويرية والبصرية. لذلك، فإن الوضوح والإنضباط غائبان غالباً في مثل هذه الأعمال، وتتصف بدرجة من عدم الوضوح. ويبدو أن هناك تخوّف من ما هو عادي وصامت ومحايد. ولذلك،فإن الفوضى المرئية تسيطر في الكثير من الأحيان على كل من التصميم ووسيلة تقديمه.
 

تُظهر عدة مشاريع توجهات معمارية واعدة، ولكنها تتعارض مع مواضيعها وسياقاتها. كما ان عدة مشاريع تتصف بالإفراط في التصميم وتساير ما هو سائد، أو حتى تتصف بالإستعراضات البصرية.
 

...نجد أن هناك مهارات معينة كان ينبغي أن يكون المعمارون الذين أكملوا تعليمهم الجامعي قد أتقنوها، ولكن ذلك غير واضح في العديد من المشاريع المتقدمة للجائزة.
 

انتقاد رئيسي للمشاريع المشاركة هو أن عدد كبير منها يظهر تأثيراً مسيطراً للتصاميم المنتجة بإستخدام الحاسوب على أشكال المباني وطريقة العرض البصري. ويقترن ذلك بوجود تباين بين البرنامج المعماري الوظيفي والشكل النهائي، كما يبدو أنه تم تشكيل العديد من التصاميم المشاركة دون أن يكون لها أي صلة ببرنامجها الأصلي. ونجد أن العديد من رسومات المشاريع المشاركة تعطي إنطباعاً بالرتابة وبالإفتقار للإحساس بالمكان.
 

... لقد لاحظنا أن هناك تفاعل قليل جداً مع المضامين التقليدية والتاريخية التي يمكن أن توفّر منصة يمكن من خلالها أن يواجه الطلاب الشباب تحديات معاصرة.
 

إن العديد من المشاريع... لا تبيّن أي درجة من العمق والجدية في تحرّي المواقع التي تقع فيها.
 

[إن المشاريع] لا تقدم تعبيراً عن العمارة، وإنما تبدو وأنها مفاهيم تصميمية أولية وتجريبية لا تحاكي إحتياجات الواقع اليومية أو طبيعة الموقع الذي تقع فيه. ويمكن تصنيف هذه المشاريع على أنها بداية لعملية بحث معماري، ولكنها ما تزال بعيدة جداً عن أن تكون أعمالاً معمارية مكتملة، كما يبدو أن الكثير منها يفتقد إلى أي برنامج وظيفي يذكر.
 

لم تقدم أي من المشاريع المشاركة، وبدرجات متباينة، نظاماً متكاملاً ومترابطاً وواضحاً من الرسومات يجمع ما يتم تقديمه في قالب شمولي واضح. إن سهولة إستخدام البرامج الرقمية لغايات الإظهار المعماري قد سمحت للطلاب أن يكوّنوا رسومات إستعراضية دون أي حاجة إلى ضبط النفس ودون أي جهد يذكر.
 

لاحظنا ... أن هناك ضعفاً عاماً في التعامل مع أمور مثل الفراغات الداخلية والضوء، وتفهماً ضعيفاً لأدوات تصميم مهمة تتضمن المخططات والمقاطع المعمارية. وقد كنا نود لو أن الطلاب أبدوا درجة أعلى من الإعتماد على إستخدام المجسمات المعمارية لإستكشاف الكتل والفراغات بدلاً من الإعتماد شبه الكلي على برامج الكمبيوتر لتكوين الرسومات والتشكيلات المعمارية.
 

ومع أن العالم العربي يحتوي على عدد كبير من كليات وأقسام العمارة، إلا أن منتوجات غالبيتها متشابهة، ولا تحاول هذه الأقسام والكليات (مع بعض الإستثناءات) أن تتميز عن غيرها.
 

وجدنا إجمالاً إمكانيات كبيرة في المشاريع المتقدمة للجائزة من حيث المواهب والمهارات، ولكن يبدو أن هذه المواهب والمهارات لم تجد دائماً ما تحتاجه من إرشاد وتطوير.
 

إن المشاريع التي تم تقديمها لهذه الدورة من الجائزة لم تُظهر للأسف أي تحسّن في النوعية نسبة إلى السنوات السابقة. وإن العديد من الملاحظات التي اخترناها أعلاه تنطبق على مشاريع هذه السنة. وبناءً على تقييم مفصّل للمشاريع المتقدمة لهذه الدورة، وتعزيزاً للتصريحات المتواصلة للجان التحكيم السابقة، فإننا إعضاء لجنة التحكيم هذه (التي كان كل منا عضو لجنة تحكيم في دورة سابقة من هذه الجائزة) قد اتخذنا قراراً بالإمتناع عن إختيار مشاريع فائزة لهذه الدورة، وبدلاً من ذلك، حددنا تسعة مشاريع نهائية. وقد إخترنا من ضمن هذه المشاريع النهائية أربعة تعطى مرتبة الشرف، وخمسة وضعناها تحت عنوان "مشاريع تستحق التقدير" إذ أنها تعالج مسائل معينة ذات صلة بالعمارة اليوم. وتقسّم القيمة المالية للجائزة - التي تبلغ 10,000 دولار - على مشاريع مرتبة الشرف والمشاريع التي تستحق التقدير.
 

إننا متفائلون بأن المتقدمين للجائزة في المستقبل سيدرسوا نتائج تداولات لجنة التحكيم هذه بتمعن، وأن مستوى المشاريع المشاركة في هذه الجائزة الهامة وذات القيمة سيرتفع لتحقيق دافعها الأساسي، ألا وهو تشجيع التميّز في التصميم المعماري في العالم العربي.
 

المشاريع النهائية:
 

مشاريع مرتبة الشرف:
 

إشان: مركز الأهوار العراقية
يستهدف هذا المشروع صنفاً يتلاشى من المباني، ويحاول إعادة تفعيل هذا الصنف من المباني في سياق أطر شكلية وإنشائية جديدة. ويُظهر المشروع بساطة في نهجه مصحوبة بجهود تصميمية كبيرة لمجتمع مائي في طريقه إلى الزوال، لكن ما يزال ذا أهمية اليوم بسبب التحديات الراهنة المتعلقة بتغيّر المناخ وإرتفاع مناسيب المياه. لقد تم التفكير بالتصميم المعماري لهذا المشروع بتأنّي، ويتناول قضايا مثل توجيه الضوء بشكل فعّال. ومع ذلك، فإننا لا نحبّذ إستخدام الحديد للمشروع، ونعتقد أن الخشب يمكن ان يكون أكثر ملائمة كونه لن يعاني من الصدأ. كذلك نعتقد أنه كان بالإمكان دمج التصميم مع أنظمة البناء الحديثة والبنى التحتية الحديثة بشكل أكثر فعالية.

 

الفونوغرام: أرشيف صوتي ومساحة للأعمال الشعرية
يمتاز هذا تصميم المُعبّر والمتقن والمُتسق والشاعري بإقتصاد لغوي. ويستند المشروع على إستخدام إدخالات في سياق نظام بسيط، لكن في مجال معقد. ويتضمن مرجعيات تاريخية، بالإضافة إلى التكرار والبساطة. وتعزز طريقة العرض رسالة المشروع، كما يُثنى على المشروع لإستخدامه لمجال محدود من الألوان.

 

إعادة تفسير العمارة العامّية

إن أجزاءً من هذا المشروع تتضمن إدخال أبنية ضمن النسيج المعماري الموجود سابقاً، وأجزاءً أخرى تتضمن تدخلات معمارية جديدة، وجميعها تعمل على مقاييس مختلفة. ويعزز المشروع البساطة، كما أنه يدفع العمارة التقليدية بإتجاه العمارة المعاصرة. وتتوافق النوايا مع النتائج، ويقدم المشروع ما وَعد به. إن المخططات والمقاطع مطورة بشكل جيد، وطريقة العرض تقدم المشروع بشكل واضح.

 

مشروع الخط الحسّاس

يُظهر هذا المشروع مهارة معمارية وحضرية، إضافة إلى معرفة واضحة في إختيار مناطق التدخل ضمن السياق الحضري، مع تجنب التعقيدات غير الضرورية. إن أسس هذا المشروع مثيرة للاهتمام كونها تركز على ظواهر إجتماعية غالباَ ما تهملها العمارة. ويشكل المشروع مثالاً على الإرتقاء بالمناطق الحضرية بشكل يتفادى إعادة تنظيمها بحيث تصبح مخصصة للطبقات الإجتماعية والإقتصادية العليا من المجتمع.

 

المشاريع الجديرة بالتقدير:
 

محكمة الإستئناف في عمّان
يعبّر هذا المشروع عن شجاعة ومهارة في دمج لغتين معماريتين مختلفتين جداً: إحداها ترتكز على إستقامة الأشكال والخطوط، والأخرى تعتمد على الخطوط والأشكال المنحنية. ويُظهر المشروع قدرة على التعامل مع أشكال هندسية معقدة. ولكن مع ذلك، يبدو أن التصميم يساوي العمارة حصرياً بالشكل.

 

القرية الخالية من النفايات - تطوير مصنع الغار الحيوي في الرصيفة
يُسعدنا أن نصادف مشروعاً يُظهر التأثير الذي يمكن أن يحدثه التصميم المعماري على نوع متجاهَل معمارياَ من الأبنية، وهو منشآت  إدارة النفايات الصلبة. كما أن المشروع لا يخجل من ربط العمارة بالهندسة، كما هو الحال في دمج الألواح الكهروضوئية فيه. ولكننا نشعر أنه كان بالإمكان التركيز بشكل أقوى على دمج الإستخدامات العامة في المشروع، إذ أن ذلك سيُغني عمارته.

 

مأوى عام للحروب
إن بساطة هذا المشروع تُظهر درجة من النضوج. ويُظهر المشروع فهماً للفراغ وأصناف الأبنية والأمور البيئية والمناخية وكيفية تركيب المباني بشكل عام. وقد تم التواصل بخصوص عناصر التصميم من خلال عرض متكامل لرسومه. ومع ذلك، فإن المشروع يعاني من مشاكل جدية تتعلق بمقياسه وتوجيه كتله وواجهاته ضمن محيطه العام.

 

مسار المقاومة – بلعين
يربط هذا المشروع العمارة بالتضاريس وبالمحيط الطبيعي. ويأخذ ظروفاً حالية سلبية، لكن يحوّلها إلى رسالة قوية. ويكوّن أيضاً فراغات من خلال تدخلات مادية بسيطة في الموقع.

 

حقول إكس
يعرض هذا المشروع تصميماَ عالي الجودة يتميّز بتفاصيل مدروسة بتمعّن ورسومات منفّذة بدرجة عالية من الدقة. ومع ذلك، فإن فكرة المشروع تفتقد للوضوح والتماسك.

 

 

 

سهل الحياري

حنيف كارا

 هان تومرتكِن

 

25 أيلول، 2017

 

شاهدوا عضوَيْ لجنة التحكيم للدورة العاشرة من الجائزة حنيف كارا وسهل الحياري يتكلمان عن قرارات اللجنة. اضغط هنا